pages

2011/07/11

من انت وكيف يراك الناس ؟؟


من أنت؟

كيف يراك الناس؟
هل تؤثر فيك نظرة الناس لك؟
لو وبخك أحدهم.. هل ستتغير نظرتك لذاتك؟


نتأثر جميعا بالظروف المحيطة بنا ... بالناس الذين نتعامل معهم ...
بالأحداث التي نتعرض لها ...
كل هذه التجارب تضيف لنا الكثير من الخبرات التي نتعامل مع العالم من خلالها

لكن.. هل تؤثر هذه الظروف الخارجية في نظرتك لذاتك؟

البعض منا يستمد هذه الثقة من الآخرين

لو ابتسم لك رئيسك في العمل فهذا يعني أنك شخص رائع ...
لو وبخك فهذا يعني أنك في الحضيض و لا داع لحياتك أساسا

هل هكذا تسير الأمور بينك و بين نفسك؟


هل تقديرك لذاتك يعتمد – أساسا – على تقدير الآخرين لك؟


لو كانت الإجابة: نعم ... فاقرأ هذا الموضوع جيدا







كل منا ينظر للعالم من حوله طبقا لمنظوره هو ... لا كما يجب أن يرى العالم ...
الناس يحكمون على الآخرين طبقا لخبراتهم هم ... لا طبقا لحقيقة الآخرين


سأحكي لك هذه القصة


كانت هناك قرية صغيرة لم يعرف أهلها التمدن بعد ...
وكانوا يسمعون الأعاجيب عن المدينة وعاداتها المختلفة ...
وكانوا يريدون أن يعرفوا حقيقة ما يسمعون عنه طوال الوقت

وفي أحد الأيام سافر منهم رجلان إلى المدينة ... غابا لفترة ثم عاد واحد منهم


التفوا حوله و سألوه: كيف وجدت المدينة ؟
كيف هم أهلها ؟؟
ما حقيقة ما كنا نسمع عنه؟


أجابهم الرجل بثقة: لقد ذهبت بنفسي و عرفت الحقيقة ...
الحقيقة هي أن المدينة هي مرتع الفساد وكل أهلها سكيرون لا يدينون بشيء ... لقد كرهت المدينة

عرف الناس الإجابة التي انتظروها طويلا ، فانفضوا و عاد كل منهم لعمله


وبعدها بأيام عاد الرجل الثاني


لم يهتموا بسؤاله عن رأيه ، إلا أنهم التفوا حوله حين وجدوا له رأيا لم يتوقعوه :
لقد ذهبت بنفسي وعرفت الحقيقة ...
والحقيقة هي أن المدينة مليئة بدور العبادة وكل أهلها متدينون طيبون ...
لقد أحببت المدينة





أصيب الناس بالارتباك ... هل المدينة سيئة أم جيدة؟ هل أهلها طيبون أم أشرار؟


لم يجدوا مجيبا على هذا الأسئلة إلا حكيم القرية


كان شيخا كبيرا خبر الحياة وعرف الكثير ويثق الجميع في ما رأيه ...
كان هو ملاذهم الوحيد


ذهبوا إليه بالقصة و سألوه: أحدهم قال أن المدينة فاسدة مليئة بالأشرار ...
والآخر قال أنها فاضلة مدينة بالأطهار ... أي منهم نصدق؟


أجاب الحكيم : كلاهما صادق


وحين رأى نظرات الحيرة على وجوههم استطرد :
الأول لا أخلاق له لذا ذهب إلى أقرب حانة حين وصل للمدينة ،
فوجدها ممتلئة بالناس بينما الثاني متدين صالح ...
لذا ذهب إلى المسجد حين وصل للمدينة ، فوجده ممتلئا بالناس

وأضاف : من يرى الخير فهو لا يرى إلا ما في داخل نفسه ...
ومن يرى الشر فهو لا يرى إلا ما في داخل نفسه





هل عرفت ما أقصد؟


فكر في شخص رائع تحبه ... فليكن نبيا أو ملكا أو قائدا


لو دققت النظر ستجد أن من المستحيل أن يجمع الناس على تقبل شخص ما ... أيا كان


لأن الناس لا يرون إلا ما في داخل نفوسهم


لذلك لا تكترث كثيرا برأي من يحاول إحباطك ...
أنت جيد في جوانب كثيرة في حياتك
و لست في انتظار شخص مثله ليخبرك كم أنت رائع ... لسبب بسيط

هو أنك تدرك هذا جيدا و لست محتاجا لسماعه من أحد

نظرتك لنفسك هي ما تحدد ما أنت عليه.. لا نظرة الناس

2011/07/07

نص جنيه


ومن مجلة كلمتنا
تكتب  سندس أحمد محمود
        

نص جنيه 

 


كعادتي كل يوم وأنا عائدة إلى منزلي بعد يوم الدراسة الطويل، بحثت بعيني عن ميكروباص لأستقله إلى المنزل، وكالمعتاد فقد انتظرت قليلاً بسبب الزحام في هذه الساعة من النهار..

وأخيراً وجدته، وصعدت إليه بعد أن تنفست الصعداء، وكان أول مقعد صادفني يجلس عليه طفل صغير في حوالي الحادية عشرة من عمره.. مهلهل الملابس منتفش الشعر، متسخ البدن. وكان يحدق أمامه في الفضاء، بوجه خال من التعبير.. بارد النظرات فقلت له 'من فضلك.. أفسح لي قليلاً' لم ينظر إلىَّ، ولم يبد أنه سمعني، فقالت لي سيدة في الخلف: 'تعالي يا ابنتي واجلسي هنا بجواري فلن يجيب عليك!!'

جلست بجوارها وأنا مندهشة، ولكنني لم أفكر في الأمر كثيراً، وبعد قليل، أخرجت جنيهاً وأعطيته للولد الصغير أمامي وقلت له 'أعطه للسائق!' أخذه الصغير ببلادة ولم يعطه للسائق، قالت السيدة بهدوء'انتبهي فقد أخذ الجنيه واعتقد أنك أعطيته له'
تعجبت وقلت للصغير 'من فضلك أعطه للسائق' وبألية تامة أعطاه للسائق.. نظر السائق إليه برهبة ثم مد يده وأعطاني الباقي، دون أن يعطيه للصغير. لم أدر ماأثار شفقتي الشديدة على الصغير، ولكنني وبدون تفكير، أخذت نصف جنيه من الباقي، الذي أعطاني إياه السائق، وأعطيته للصغير وأنا أقول له بحنان وود ' خذه.. إنه من أجلك، اشتر به ماتريد'

وعلى الرغم من أنني توقعت أن تنفرج أساريره ويسعد، إلا أنه نظر إليه بلامبالاة وبرود، وفي تلك اللحظة اكتشفت أن جبهته بها جرح كبير وعميق، ومتسخ، وان وجهه يحمل العديد من الكدمات الزرقاء.
وبعد أن أخذ نصف الجنيه بقليل.. وجدت أوراقاً صغيرة تتطاير بجواري من النافذة، ولم ألق لها بالاً، ولكن السيدة التي بجواري قالت بانزعاج: 'ياإلهي لقد مزق نصف الجنيه وألقاه من النافذة، ليتك ماأعطيته شيئاً!'
وعندما نظرت إليه لأسأله.. كانت عيناه تحمل دموعاً ومرارة وحزناً وأسى، وهو يحملق في الفضاء الممتد أمامه.